يقدم لنا الكتاب المقدس سليمان رجلاً بالغ الحكمة إلا أنه ابتعد عن أمانته لله. إذا كان هذا التصرف من أحكم الأشخاص، فينبغي أن يكون هذا بمنزلة إنذار للأشخاص العاديين الأقل حكمة. فما الذي أدى إلى تعثر سليمان في مسيرته مع الله؟ بالرغم من أن سليمان كان حكيماً فإنه بدلاً من أن يثق ثقة كاملةً بالله بشأن سلامة مملكته، تزوّج بنساء من الممالك الوثنية التي كانت تحيط به لكي يقوّي مركزه السياسي. لقد كانت تلك النساء بإيمانهنّ الوثني وممارساتهنّ هي التي أثّرت في سليمان وجعلته يسقط (ملوك الأول 11). رأى الله، بِعلمه السابق أنه سيكون ثَمة ملوك لإسرائيل وكان قد حذّرهم ألا يتزوجوا بأُناس خارج نطاق إيمانهم، "وعلى المَلِكِ أنْ لا يُكْثِرَ مِنَ النِّساءِ لِئلاَّ يَزيغَ قلبُهُ..." (تثنية 17: 17)،وهذا النص الكتابي يرينا أن هناك مبدأ روحياً أوسع من الزواج السياسي للملوك. كلنا في خطر من جراء تأثيرات البيئة المحيطة بنا "لا تَضِلّوا: المُعاشَرَةُ السّيّئَةُ تُفسِدُ الأخلاقَ الحسَنَةَ" (كورنثوس الأولى 15: 33)، إذا سمحنا لأنفسنا أن نقترب جدّاً من المجتمع المحيط بنا (نعم، إننا مُحاطون بوثنيين بنفس الطريقة التي كان سليمان مُحاطاً بها)، فنحن إذاً في خطر بأن يضعف إيماننا إلى حد تبتعد به قلوبنا عن الله. الخداع الذي يتكلم عنه بولس هو أن التغييرات غالباً ما تكون ماكرة ومتدرجة. وتأثيرات الوثنيين ليست في العادة أمراً خطيراً وواضحاً كالشريعة الموضوعة أمام أعيننا. ولكن هذه التأثيرات هي مثل قطة لطيفة مُصابة بجرثومة مُميتة. نقول إننا لن نُدخلها إلى البيت، ولكننا نُداعبها فنُصاب بالعدوى.
- 7 يوليو -