Devotional (ar) -

في كافّة الظروف ( 17 مايو )

"لو أثمرَ التِّينُ أو لم يُثمِرْ ولا أخرَجَتِ الكُرومُ عنَبا، لو حمَلَ الزَّيتونُ أو لم يَحمِلْ ولا أعطَتِ الحُقولُ طَعاما، لو ماتَ الغنَمُ أو لم يَمُتْ في الحظيرةِ وخَلتِ المَذاوِدُ مِنَ البقَرِ، لَبَقيتُ أغتَبِطُ بِالرّبِّ وأبتَهِـجُ بِاللهِ مُخَلِّصي. الرّبُّ الإلهُ قُوَّتي يجعَلُني ثابِتَ القدَمِ كالوَعْلِ ويحفَظُني آمِنا في الأعالي‌"
حبقوق 3: 17 – 19

قد يكون من الطبيعة البشرية أن ننظر إلى الظروف الصعبة في حياتنا وأن نخاف وأن نشتكي وأن نكون خائبي الأمل. ولكن حبقوق يقول إنه يفرح ويستمر في الابتهاج بغض النظر عن الظروف. في حياتي الخاصة من السهل أن أقع في فخ النظر إلى الجوانب السيئة من الحياة. على سبيل المثال: "عندما أكون مُتعبة، فغالباً ما أرى "نقاط ضعف" زوجي وأولادي بدلاً من تقديم الشكر لله على العطية الرائعة التي قدمها لي. سمعت امرأة تقول ذات مرّة: "كل ما أقوم به هو الاعتناء بأطفالي"، هذا يذكرني بشيء قالته لي "سابينا ومبرمدانت" التي كانت امرأة فاضلة عانت بسبب إيمانها في معسكر روماني: "عندما نكون أحراراً، غالباً ما نشكو بسبب كل ما نقوم به من أعمال المنزل. ولكن الآن ولأننا في السجن وليس لدينا شيء نقوم به، فإنني أتوق إلى رفاهية القيام بالأعمال المنزلية".

عندما كنت زوجة في مقتبل العمر، جاء زوجي ذات مرّة إلى المنزل في وقت متأخر وكنت قد توقعت أن يجيء في وقت باكر، فخشيت أن أمراً سيئاً كان قد حصل له. كنت أُحارب أكاذيب إبليس بأن أقول: "لا، لن يحدث هذا أبداً" ولكن الأكاذيب والمخاوف لم تفارقني. ذات يوم، أدركت أن الحل يكمن في تقديم الحمد لله في جميع الأمور. بدلاً من محاربة العدو، بدأت أعلن: "مهما يحصل، الله قريب مني، وسينعم عليّ ويحفظني". عندما أعلنت حقيقة أمانة الله في كل الظروف، لم يعُدْ للأكاذيب مكان في حياتي". التسبيح والشكر المقترنان بالثقة يكسران قيود الخوف. يجب ألا يكون للمصطلح: "ماذا لو...؟" (ماذا لو حدث ذلك، ماذا لو حدث هذا؟) مكان في قاموس المؤمن. "ماذا لو..." لن تحدث أبداً، وإن حدثت فستساندنا نعمة الله وتأخذنا إلى أماكن لم نتوقعها قط. "إفرَحوا دائمًا، واظِبوا على الصّلاةِ، اَحمَدوا اللهَ على كُلّ حالٍ، فهذِهِ مشيئَةُ اللهِ لكُم في المَسيحِ يسوعَ" (تسالونيكي الأولى 5: 16 - 18).

- 17 مايو -