Devotional (ar) -

معرفة الرب ( 3 مايو )

"وقالَ الرّبُّ: لا يَفتَخرِ الحكيمُ بِـحِكمتِهِ، ولا الجبَّارُ بِـجَبَروتِهِ، ولا الغنيُّ بِــغِناهُ. بل مَنْ يَفتَخِرْ فليَفْتَخِرْ بِمَعرِفَتي ويفهَمْ أنِّي أنا الرّبُّ مَصدَرُ الرَّحمةِ والحُكْمِ والعَدلِ في الأرضِ. بِمِثْلِ هؤلاءِ أرضى ‌يقولُ الرّبُّ"
ارمياء 9: 22 – 23

هل يرغب الرب في أن نعرفه؟ نعم، ما من شك في هذا الأمر، يريد الرب منا أن نعرفه لأنه يحب البشر ويريد أن تكون لنا شركة متصلة به. إذ يصف الكتاب الله "ضاحِكا في أرضِهِ الآهلةِ، ومُبتَهجا معَ بَني البشَرِ" (أمثال 8: 31) فبهجة الرب أن تعرفه وتعيش معهُ ولهُ. لماذا؟ هذه هي بعض الأسباب التي تراود ذهني: خلقنا الله لمسرته فعندما نبتعد عنه يحزن قلبه ولا يعود يبتهج بنا، لأنّ قصده في حياتنا لا يتمّ. عندما نترك الرب يجدّ في البحث عنا، ويريد أن يحيا فينا. يقول "ها أنا واقِفٌ على البابِ أدُقّهُ، فإنْ سَمِعَ أحدٌ صوتي وفَتَحَ البابَ دَخَلتُ إلَيهِ وتَعَشّيتُ مَعَهُ وتَعَشّى هوَ مَعي" (رؤيا 3: 20) إذ يقول يسوع إنه يريد أن يسكن معنا لأن العشاء هي وجبة الليل. يريد يسوع أن يقضي الليلة في بيتك! يسكن الرب في قلب ذلك الإنسان الذي يفتح الباب ويرغب في أن يعرفه.

قال يسوع إن الراعي يترك التسعة والتسعين خروفاً ويفتش عن الضال حتى يجده وعندما يجده يفرح به، وبهذه الطريقة عينها يفرح هو فينا (لوقا 10:7) لأنه يريدنا أن نخلص. ويريدنا الرب أن نفهمه ونعرفه. "بَدءُ الحِكْمةِ أنْ تخافَ الرّبَّ وتـتَبَيَّنَ مَعرِفةَ القدُّوسِ‌" (أمثال 9: 10) إذن معرفة القدوس هي فهمه ومعرفته. لذا يجب أن نطلب بداية الحكمة (يعقوب 1: 5). "لِنَعرِفِ الرّبَّ كُلَّ المعرِفَةِ ونَتبَعْهُ. فيكونَ ضِياؤُهُ كالفَجرِ، ورُجوعُهُ إلينا كالمطَرِ، كمطَرٍ ربـيعيٍ يَروي الأرضَ" (هوشع 6: 3) هذا ليس أمراً نقوم به ثم نتوقف في منتصف الطريق. يحتاج الأمر إلى اجتهاد ومثابرة لمعرفة الله. لا يهم مقدار معرفتنا بالرب فإننا لن نعرفه على نحو كامل هنا على الأرض مع كل عيوبنا ومحدودياتنا. لهذا فإنّ بولس بعدما رأى الرب وعمل من أجله على نطاق واسع يقول: "فأَعرِفُ المَسيحَ وأَعرِفُ القُوّةَ التي تَجَلّتْ في قِـيامَتِهِ وأشارِكُهُ في آلامِهِ وأتشَبّهُ بِه في موتِهِ" (فيلبي 3: 10). ليت تلك تكون صرختنا اليوم: "كل ما أريده هو معرفة الرب".

- 3 مايو -