Devotional (ar) -

لا تنتقموا ( 26 يوليو )

"الرّبُّ إلهٌ غَيورٌ ومُنتَقِمٌ. الرّبُّ مُنتَقِمٌ وغَضُوبٌ. الرّبُّ يَنتقِمُ مِنْ خُصومِهِ ويترقَّبُ أعداءَهُ‌. الرّبُّ بَطيءٌ عَنِ الغضَبِ وعظيمُ القوَّةِ. الرّبُّ لا يُبرِّئُ المُذنِبَ"
ناحوم 1: 2 - 3
"ليَ الانتِقامُ والجَزاءُ‌حينَ تـتَزَعزَعُ أرجُلُهُم فيَسقُطونَ، لأنَّهُ ا‏قترَبَ يومُ نَكبَتِهِم، وما هُيِّئَ لهُم سريعٌ"
تثنية 32: 35

من السهل عليّ أن أرى الله كمحبّ وكصالح، أو كأب وليس كمنتقم. عندما سمعت شخصاً مسيحياً يصرخ في وسط مدينة القدس ويتنبأ بالهلاك قائلاً: "إن لم تتوبوا فستأتي عليكم دينونة الله" كنت آمل أن يكون ذلك مٍن فِعل مخيّلته ليس إلاّ. وبعد فترة قرأت الآيات السابقة في الإطار الذي جاءت فيه وشعرت بالبركة لأن الله هو الذي ينتقم من أعدائه (وأعدائنا). شعرت بالراحة لأنه يجب ألا أُعالج الأمر بنفسي. يجب ألا أفكّر أياماً وليالي وأن أعاقب من يساهمون في جعل حياتي صعبة. ويجب عليّ أيضاً ألا أحل المشكلة التي حصلت مع "د. منجيلي" الذي ساهم في جعل حياة أحد المسنين الذين أعتني بهم كالجحيم خلال وجوده في المعسكرات النازية وفيما بعد. هذه أمور كبيرة ولكنها أحياناً صغيرة، وكما يبدو فإن الأمور الصغيرة أسوأ. أنا شخصياً تعرّضت لأكبر قدر من الآلام من المؤمنين في كنيستي. اعتقدت أنني لن أتمكن من الجلوس في نفس الكنيسة مجدداً، ولكن الله صالح! يساعدني الله أن أعيش المحبة في (كورنثوس الأولى 13)، وإذا تطلب الأمر الانتقام فليحصل ذلك ليس من خلالي.

ولكن الله لا ينتقم فقط من أعدائنا بل أيضا لخطايانا. الأمر يشملني أنا أيضا. عندما يجرحني أحد فمن السهل أن يقودني الأمر إلى الخطيئة. قد تتم تجربتي بأن أقود الآخرين للتدخل، ولكني لست متأكدا أن بإمكاني عندها أن أتحدث بطريقة مُحبة عن إخوتي وأخواتي. قد لا أتمكن من احترامهم كما يطلب مني الله.

أرى في نفسي ميلاً للانتقام. وعندما أقوم بالانتقام، فأنا لست لطيفاً: كلما انتقمت بشكل أسرع وأقوى كان أفضل! يجب أن أدع الله يتعامل مع الأمر. فقط الله يستطيع أن يقوم بالأمر على نحو صحيح! لأن الله وحده لديه الحكمة وخاصة الرحمة التي أحتاج إليها.

عندما تشعر بالألم، فأنت تركّز على نفسك! أنت لا ترى الأمر كما يراه الله. إذا كان الله قد دفع ثمن خطاياي وفق عدالته، فسأغدو هالكاً، ولكن يسوع تعامل مع خطاياي بنعمته وكانت تلك رحمة الله لي.

ساعدني يا رب أن أضع أعدائي بين يديك. شكراً يا رب من أجل محبتك وحمايتك. سأريك المزيد من محبتي حين أدع الانتقام لك.

- 26 يوليو -