Devotional (ar)

للمسيح ثوّار ( 1 ديسمبر )

"ما اَختَرْتُموني أنتُم، بل أنا اَختَرْتُكُم وأقَمْتُكُم لِتَذهبوا وتُثْمِروا ويَدومَ ثَمَرُكُم، فيُعطِيَكُمُ الآبُ كُلّ ما تَطلُبونَهُ باَسمي. وهذا ما أوصيكُم بِه: أنْ يُحِبّ بَعضُكُم بَعضًا. "إنْ أبغَضَكُمُ العالَمُ، فتَذكّروا أنّهُ أبغَضَني قَبلَ أنْ يُبغِضَكُم. لَو كُنتُم مِنَ العالَمِ، لأحبّكُمُ العالَمُ كأهلِهِ. ولأنّي اَختَرْتُكم مِنْ هذا العالَمِ وما أنتُم مِنهُ، لذلِكَ أبغَضَكُمُ العالَمُ"
يوحنا 15: 16 – 19

تكثُر الشهوات في عالمنا الحالي، مما جعل بعض المسيحين ينفصلون عن العالم، وعن المسيحيين الآخرين أيضاً، بل يتقوقعون داخل كنائسهم مثل السلحفاة من غير أن يُظهروا رؤوسهم. وبحسب تاريخ الكنيسة كان هذا سبباً رئيساً لبدء حركة الرهبنة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد قراءتنا لهذه الآيات: هل يطلب الله منا الانفصال عن العالم؟ إن كان الجواب نعم، فلماذا خلقنا فيه؟ أقام الله الكنيسة في العالم، لتكون نوراً له. لا لتكون شقاً آخر من العالم، لأنها تقوم بدورها الرئيس بمحاولة تحسين العالم وضمه للكنيسة. فإن الكنيسة عمادها أفرادها وخدّامها، فهؤلاء دورهم أن يقوموا بالمهمة الرئيسية التي أوكلت إليهم وحسب (متى 28: 18 – 20) بأن يكونوا واعظين للعالم أجمع، أي للخطاة والملحدين والمُتسلّط عليهم إبليس. لذا فإن اختيار الله لنا ولكنيسته، مرتبط بتأكده من النتائج التي سنجنيها باتباعنا له. فهو يتحدث عن الثمر، والسؤال الذي يطرح نفسه علينا الآن، ما هو الثمر؟ الثمر قد يكون خلاص النفوس. أمرنا يسوع أن نكون نوراً لهذا العالم: "أنتُم نورُ العالَمِ. لا تَخفَى مدينةٌ على جبَلٍ، ولا يُوقَدُ سِراجٌ ويوضَعُ تَحتَ المِكيالِ، ولكِنْ على مكانٍ مُرتَفِعٍ حتّى يُضيءَ لِجميعِ الّذينَ هُمْ في البَيتِ. فلْيُضِىءْ نورُكُم هكذا قُدّامَ النّاسِ ليُشاهِدوا أعمالَكُمُ الصّالِحةَ ويُمَجّدوا أباكُمُ الذي في السّماواتِ" (متى 5 : 14 – 16). لذا دعونا ننطلق نحو الهدف، الحصاد كثير والفَعَلة قليلون. فلنكن فعلة كثيرين لحصاد أكثر.

- 1 ديسمبر -

© 2012 United Bible Societies - Palestinian Bible Society, Bible Society in Israel, and Arab Israeli Bible Society. All rights reserved.