استولى البابليون على الأرض، وكان بعض أنبياء اسرائيل يقولون للناس إن الله سيحميهم، وبأن المُحتل سيُرمى به للخارج وإن الذين سُبوا خارجاً سيعودون من السبي عن قريب. لكن كانت لدى إرميا رسالة مختلفة، رسالة غير شائعة. باسم الرب قال إن الذين هم في الأرض يجب ألّا يثوروا بل عليهم أن يخضعوا لحكم بابل، وعلى الذين في السبي ألا يتوقعوا بقاءهم هنالك فترة طويلة. أحب البابليون رسالة إرميا وأرسلوا له رسالة تسمح له بأن يستقر في أي مكان يشاء وأخبروه أنهم سيعتنون باحتياجاته. ولكن من الناحية الأخرى، اضطهده شعبه. وقرر بعضهم الهرب من البابليين والذهاب إلى مصر.
ما يدعو للتهكّم هو أنهم توجهوا إلى إرميا ليسألوه عما يقول الرب بشأن ذهابهم إلى مصر. لقد حلفوا بأن يفعلوا ما يقول لهم. كانت كلمة الرب لإرميا واضحة جداً: يجب عليهم ألّا يذهبوا. فقد أخبرهم إرميا بذلك الأمر، وتُظهر الآيات السابقة رد فعلهم.
والآن بدلاً من الاحتفاظ بوعدهم له وفعل ما قاله، نعتوه بالكذاب. فقد كانوا مُصممين مُسبقاً على الذهاب إلى مصر.
الشيء المُذهل هو أن إرميا ذهب معهم. لا أعتقد أنه أُجبر على ذلك. كان البابليون سيحمونه، وعلى أية حال فهو لم يكن مرغوباً فيه من قِبل شعبه. ولكن يقول لنا الكتاب المقدس أنهم عندما غادروا إلى مصر - في عصيان لكلمة الله - ذهب معهم إرميا. وكان هؤلاء بمنزلة طائفته. كانوا الشعب الذي أعطاه الله اياهم ليخدمهم. لقد قرر البقاء معهم، حتى عندما كانوا في حالة تمرد.
استمر الرب في محادثتهم من خلال ارميا، حتى في مصر. وبالفعل ثمّة أكثر من تسعة اصحاحات من النبوة لأنه كان ملتزماً معهم، بغض النظر عن رفضهم له.
ما مقدار التزامي بالمجموعة التي وضعني الله فيها؟ هل سأبقى معهم حتى لو لم يقبلوا خدمتي؟
- 6 يوليو -