Devotional (ar) -

الصداقة التي أُحييت ( 24 إبريل )

"ولمّا كُنّا ضُعَفاءَ، ماتَ المَسيحُ مِنْ أجلِ الخاطِئينَ في الوَقتِ الذي حَدّدَهُ اللهُ. وقلّما يَموتُ أحدٌ مِنْ أجلِ إنسانٍ بارّ، أمّا مِنْ أجلِ إنسانٍ صالحٍ، فرُبما جرُؤَ أحدٌ أنْ يموتَ. ولكنّ اللهَ بَرهَنَ عَنْ مَحبّتِهِ لنا بِأنّ المَسيحَ ماتَ مِنْ أجلِنا ونَحنُ بَعدُ خاطِئونَ. فكَمْ بالأولى الآنَ بَعدَما تَـبَــرّرنا بِدَمِهِ أنْ نَخلُصَ بِه مِنْ غَضَبِ اللهِ. وإذا كانَ اللهُ صالَحَنا بِموتِ اَبنِهِ ونَحنُ أعداؤُهُ، فكَمْ بالأَولى أنْ نَخلُصَ بِحياتِهِ ونَحنُ مُتَصالِحونَ. بَلْ نَحنُ أيضًا نَفتَخِرُ باللهِ، والفَضْلُ لِرَبّنا يَسوعَ المَسيحِ الذي بِه نِلنا الآنَ هذِهِ المُصالَحَةَ"
رومية 5: 6 – 11

كان لي صديق مسؤول عن إقامة سِلّم لولبي في مكان عمله في مؤسسة مسيحية. وكان لي صديق أيضاً يسكن بجواري ويعمل كحداد. فسأله صديقي عن التكلفة. على أن الاستغلال السليم لأموال المؤسسة يقتضي مقارنة الأسعار المختلفة. وعندما تسلم قائمة الأسعار، كان من الواضح أن شخصاً آخر سيُختار لصنع السِلّم، وليس هذا الصديق. عندما سمع الصديق بهذا، غضب وقال أنه تمت خيانته. ثم رفض أن يسمع التوضيح، وأنهى الحديث قائلاً: "إنك لم تعد صديقي. إنك غير موجود بالنسبة لي". كان هذا مؤلماً! لقد كانا صديقين سنين طويلة، وكان الحداد يعلم عمق إيمان صديقه على أن هذا الصديق شعر أنه يجب ألا يتخلى عن جهوده لمحاولة المصالحة. وسعى أن يكون ودياً في كل المناسبات، ولكنه تعرض للتجاهل في بداية الأمر. قال: لقد كانت عملية بطيئة، ولكن ابتدأ صديقه يعترف بوجوده ثم أخذ يتحدث معه. والآن رجعا صديقين حميمين من جديد بعد سنوات من الجفاء والمنابذة. مبدأ الموت والقيامة يصل إلى كل زاوية من حياتنا، وحتى في علاقاتنا فإن صداقة قديمة كتلك التي بين الحداد وجاره تبدو تموت في الظروف الصعبة. تماماً كما يفعل الله حين يسعى المرة تلو الأخرى - ليجعلنا أصدقاءه من جديد، كذلك يجب علينا أن نقتنص المبادرة ونستخدم جهوداً في الصلاة من أجل استعادة هذه العلاقات. تماماً كما تواضع الله من خلال تجسده ليُرجعنا إليه، لنكن مستعدين لأن نتواضع من أجل احياء المودة والصداقة.

- 24 إبريل -