معظمنا يعتقد أنّ موسى رجل جريء جداً وشجاع، إذ وقف أمام فرعون وقاد عدة ملايين من الشعب. قد تكون هذه الصورة صحيحة في شيخوخة موسى، ولكن عندما دعاه الله في البداية، اختلق موسى الأعذار للامتناع عن أداء هذه المهمة. واشتملت هذه الأعذار: (أنظر أيضاً (خروج 3: 22-13) 1. من أنا؟ أنا لست شخصاً مُهماً، لا تخترني. 2. ماذا لديّ لأن أقوله؟ عليّ أن أعرفك بشكل أفضل قبل أن أخدمك. 3. لماذا سيُصغي إليّ أحد؟ أنا معرّض للخطر، لم أقد أحداً في حياتي سوى قطيع من الأغنام. 4. لدي مشكلة في الكلام والخوف من الجمهور. أنا الشخص غير المناسب لهذه المهمة. 5. أرسل شخصاً آخر! أي شخص آخر! وليس أنا!
قبل أن يبدأ موسى في الخدمة، وجب أن تتغير وجهة نظره ومعتقداته عن نفسه وعن الله.
كم مرّة شعرت مثل موسى! تقريباً في كل مرة يطلب مني أن أتكلم، أشعر بالتوتر والقلق إذ قد لا يجد الناس قيمة فيما أقول. عندما يأتيني الناس من أجل الحصول على الإرشاد، أعرف أنه ليس باستطاعتي أن أساعدهم إلا إذا أعطاني الله الإرشاد والتوجيه. عندما يطلب منّي أن أقود اجتماعاً ما، فإنني أرغب دوماً أن يقوم شخص آخر مكاني بأداء هذه المهمة. ثم تعلمت ألّا أدع خوفي أن يمنعني من أن أخدم، لأن نعمة الله وقاءٌ لي. لقد وعد الله موسى أن يذهب معه، والله لم يتغير حتى يومنا هذا.
سواء طلب منّا أن نقف أمام الملايين من الأشخاص أو الجلوس مع شخص واحد لمساعدته، فإن هنالك أمرين حتميين: إن الله سيجهزنا لعمل ما طلب منا وأنه علينا أن نُطيع دعوته لكي نرى أهدافه تُحقّق فينا ومن خلالنا.
جميعنا في بعض الأحيان، يُطلب منّا أن نخرج من محيط راحتنا وأن نؤدي أموراً جديدة تتحدّانا وقد تكون مخيفة. يمكن أن نرفض ونُفوّت الفرصة لمشاهدة عظمة وأمانة إلهنا في عمله من خلالنا، أو يمكننا أن نوافق وأن نشاهد مجد الله.
بالرغم من خوف موسى فإنه ابتدأ بالطاعة. لقد أعطى الله فرصة ان يعمل من خلاله، كان رجلاً بسيطاً متواضعاً، ورأى كيف حرر الله أُمة بأكملها من العبودية. يتطلب الأمر طاعة شخص واحد من أجل تخليص الكثيرين.
إذا كان الله يدعوك اليوم لتخدمه، لا تقم بتحليل أسباب عدم طاعتك. فقط انطلق بالإيمان والطاعة، وستراه يحقق مجده فيك ومن خلالك. "وأنا قادِرٌ على تَحمّلِ كُلّ شيءٍ بِالذي يُقوّيني" (فيلبي 4: 13)
- 8 سبتمبر -