ها هو هيكل سليمان العظيم خرباً، وحجارته الجميلة مسوّدة بسبب النار. الآن، وبعد سبعين سنة تقريباً، دعا الله زربابل ليضع الأساسات لإعادة بناء الهيكل.
كانت المشكلة أن هذا الأمر لم يكن يُمثل بداية تثير الإعجاب. مكان الهيكل بقى ثابتاً، ولكن وجب تصغيره ولم يُبن من حجارة جميلة بل من خشب في معظم أجزائه. يقول لنا النبي حجي (حجي 2: 2-9) إن الذين يستطيعون أن يتذكروا الهيكل الأول فإنهم سيعتقدون أن الهيكل المبني من جديد هو بنية صغيرة وحزينة.
يوم البدايات الصغيرة. كم من المرات نتثاقل في عمل الأمور المطلوبة منا ونشعر بأننا نفعل أشياء صغيرة. ما القيمة التعويضية الموجودة في غسل الصحون أو في تعبئة بعض الأوراق أو في الوقوف في ذلك الصف؟
إن الأمور الصغيرة قد تكون أكثر أهمية مما نراها نحن برؤيتنا المحدودة. هناك مَثل قديم، في الوقت الذي كان يخرج فيه الملوك للقتال على الأحصنة، يقول أن "من أجل الحصول على مسمار فقد الحذاء. من أجل الحصول على الحذاء فقد الفرس. من أجل الحصول على الفرس فقد الفارس. من أجل الحصول على الفارس خسرنا المعركة. من أجل ربح المعركة فقدت المملكة. وكل ذلك من أجل الحصول على مسمار لحذوة الفرس".
قال يسوع: "مَنْ كانَ أمينًا على القَليلِ، كانَ أمينًا على الكَثيرِ. ومَنْ أساءَ الأمانَةَ في القَليلِ، أساءَ الأمانَةَ في الكَثيرِ" (لوقا 16: 10).
لقد استمر هيكل سليمان نحو 350 سنة. والهيكل المساوي له في الجمال المبني على يد هيرودس زمن يسوع بقي سبع سنين من وقت الإنتهاء من بناءه إلى وقت إحراقه على يد الرومان. بناء زربابل الخشبي الحزين، ببداياته المتواضعة وغير الواعدة ، بقي في أورشليم مدة 350 عاماً.
دعونا لا نثبط من عزيمتنا بل أن نكون أمينين لعمل هذه الأشياء الصغيرة التي وضعها الرب بين أيدينا. ربما سنسمع في نهايتها أصوات الملائكة في السماء: "النعمة فلتكن له".
- 13 يونيو -