Devotional (ar) -

عدوي، قريبي؟ ( 16 مايو )

"إذا لَقِـيتَ ثَورَ عَدُوِّكَ أو حمارَهُ شارِدا، فَرُدَّهُ إليهِ. وإذا رأيتَ حمارَ مَنْ يُبغِضُكَ رازِحا تحتَ حِمْلِهِ، فلا تمتَنِـعْ عَن مُساعَدَتِهِ ‌ورَفْعِ الحِمْلِ معَهُ‌"
خروج 23: 4-5
"ولكن أحِبّوا أعداءَكُم، أحسِنوا وأقرِضوا غَيرَ راجِينَ شيئًا، فيكونَ أجرُكُم عظيمًا، وتكونوا أبناءَ اللهِ العليّ، لأنّهُ يُنعِمُ على ناكِرِي الجميلِ والأشرارِ. كونوا رُحماءَ كما أنّ اللهَ أباكُم رحيمٌ"
لوقا 6: 35-36

عندما سأل يسوع ما هي الوصية العُظمى، أضاف الوصية الثانية بدون تكلفة إضافية: "تحب قريبك كنفسك". في ذلك الوقت كان نقاش فعّال قد بدأ بين القادة الدينيين حول معرفة "من هو قريبي؟" سأل أحد خبراء التوراة بالطبع هذا السؤال ليسوع، وذكر له يسوع مَثل السامري الصالح. (انظر لوقا 10). ولكن حقيقة كلمات يسوع في (لوقا 6) تجعل من النقاش يبدو وكأنه مفرط بعض الشيء. ما كان سيحدث فرقاً كبيراً إذا اشتملت جملة "أحبب قريبك" على أبناء شعبك أو الذين لا ينتمون إلى شعبك (هذه كانت خُلاصة الجدال)، لأن يسوع قال إنه علينا أن نُحب أعداءنا. بوضوح، بالنسبة إلى يسوع كان يجب أن تشتمل الوصية حول محبة القريب، محبة الأشخاص الذين ليسوا مثلك. في الواقع، فإن بطل المَثل الذي قاله يسوع كان من السامريين، الشعب الذي كان من أعداء اليهود في ذلك الوقت. فشملهم يسوع من بين "الأقرباء".

امتداد هذا الأمر يصبح واضحاً عندما ننظر إلى (أمثال 14: 21) إذ يقول ان احتقار الجار هو خطيئة. حسب ما يقوله يسوع إذاً فإن احتقار من نعتبرهم أعداءنا يعتبر خطيئة.

يجب علينا فقط أن نقرأ الصحيفة أو نشاهد التلفاز أو نسمع المذياع وسنجد الكثير من المعلومات حول من هم أعداؤنا. في الواقع، إنني أسأم من ذلك الأمر. حقيقة، أعتقد أنني أُفضّل أن أختار أعدائي بنفسي.

في نهاية اليوم، وفي كل يوم، فإن اهتمامي الأول ليس التركيز على من هو عدوي أو قريبي. إذ تركيزي يجب أن يكون حول علاقاتي مع الله. "يَرضَى الرّبُّ عَنْ سُلوكِ الإنسانِ، فيَجعَلُ حتّى أعداءَهُ يُسالِمُونَه" (أمثال 16: 7).

- 16 مايو -