Devotional (ar) -

الراحة مع يسوع ( 21 يناير )

"وتكَلّمَ يَسوعُ في ذلِكَ الوَقتِ فقالَ: "أحمَدُكَ يا أبي، يا ربّ السّماءِ والأرضِ، لأنّكَ أظْهرتَ للبُسطاءِ ما أخفَيْتَهُ عَنِ الحُكَماءِ والفُهَماءِ. نَعَمْ، يا أبي، هذِهِ مَشيئَتُكَ. أبي أعطاني كُلّ شيءٍ. ما مِنْ أحدٍ يَعرِفُ الابنَ إلاّ الآبُ، ولا أحدٌ يَعرِفُ الآبَ إلاّ الابنُ ومَن شاءَ الابنُ أنْ يُظهِرَهُ لهُ. تَعالَوا إليّ يا جميعَ المُتعَبينَ والرّازحينَ تَحتَ أثقالِكُم وأنا أُريحُكُم. إحمِلوا نِيري وتعَلّموا مِنّي تَجِدوا الرّاحةَ لنُفوسِكُم، فأنا وديعٌ مُتواضعُ القَلْبِ، ونِيري هيّنٌ وحِمْلي خَفيفٌ
متى 11: 25-30

هل أنت مُتعب من هموم الحياة؟ هل تعاني من مرض أو فقر أو حزن؟ ربما تعاني من آلام شخصية أو تجربة ما أو ضعف معين. بل لعلك وصلت إلى درجة اليأس والاستسلام. وقد تكون تبحث عن الراحة لنفسك. كيف لي أن أُزيل عني هذا التعب؟ كيف لي أن أتحرر من هذا الضغط؟ قال القديس أوغسطينوس "أنت يا الله قد خلقتنا لنفسك فلا ترتاح قلوبنا حتى تجد راحتها فيك". نعم، لن نجد راحة إلا بجانب يسوع، كيف لا وهو من يدعونا الآن وكل أوان بأن نذهب إليه نحن أصحاب الأحمال الثقيلة، فهو الفاتح ذراعيه على الصليب وصدى صوته يرن في آذان الكثيرين وعقولهم، مُوجهاً دعوة لي ولك ولكل مُتعب يتوق إلى الراحة والسلام قائلاً: "تعالوا إليّ..." ربما تمنعنا الخطيئة في حياتنا من تلبية دعوته. لقد تعب داود من ثقل خطاياه فما كان منه إلا أن قال "جسَدي غيرُ مُعافىً، لأنَّكَ غَضِبتَ، وعِظامي غيرُ سليمةٍ لأنِّي خَطِئْتُ" (مزمور 38: 4). لكن يسوع لم يتركنا نعاني بل وبسبب محبته الفائقة مدّ إلينا يده ونادانا بصوت ملؤه السلام والراحة "تعال إليّ أيها المُتعب" فهو يبحث عني وعنك دون غضب، وليس في صوته توبيخ، ولا في يده سيف. بل ها هو يناديني ويناديك برقة قلب وبنظرة حنان وبلمسة حب. سأُلبي دعوتك يا رب وآتي إليك، فأنت المُريح وسط هموم هذا العالم.

- 21 يناير -