Devotional (ar) -

الخروف الصامت ( 22 فبراير )

"ظُلِمَ وهوَ خاضِعٌ وما فتَحَ فمَهُ. كانَ كنَعجةٍ تُساقُ إلى الذَّبحِ، وكخروفٍ صامتٍ أمامَ الّذينَ يَجُزُّونَهُ لم يفتَحْ فمَهُ"
اشعياء 53: 7
"وكانَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والشّيوخِ يتّهِمونَهُ، فلا يُجيبُ بِشيءٍ. فقالَ له بيلاطُسُ: "أما تسمَعُ ما يَشهَدونَ بِه علَيكَ؟" فما أجابَهُ يَسوعُ عَنْ شيءٍ، حتّى تَعجّبَ الحاكِمُ كثيرًا"
متى 27: 12 - 14

كنّا نقوم بإعداد فيلم كان يجب أن يظهر فيه مشهد خروف يتم ذبحه وفق الطريقة الكتابية في ذلك الزمان. كان أفضل مكان لفعل ذلك هو مخيّم للبدو، وكان أفضل وقت من السنة للقيام بذلك هو شهر أيار.

قمت بالاتصال بشيخ كنسيّ بالقرب من القدس، واتفقنا على موعد للتصوير. عندما جاء اليوم الموعود كانت السماوات قد أظلمت، وهطل مطر شديد غير متوقع، فوجب علينا تأجيل التصوير للأسبوع التالي.

عندما جاء اليوم المحدد، كان الطقس حاراً كما هو الحال دائماً في شهر أيّار. كانت الحظيرة أمام الخيمة مليئة بالماشية وكان قد جُزّ صوفها قبل أسبوعين. وكانت الجلبة الصادرة عنها تفسد الهدوء، فكانت الحملان التي ولدت في ذلك الربيع تثغو لأمهاتها، وكانت الأمهات تثغو في المقابل.

وبينما بدأ البدوي في جزّ الصوف، ابتدأ الحيوان الوحيد الهادئ في الحظيرة بالثغاء. راقبت الخروف عن كثب، متوقعاً إياه أن يقوم بردّ فعل حين كان يتم ربط رجليه ويُرمى به إلى الأرض كي يُجزّ صوفه بمقص كبير.

فتذكّرت كلمات اشعياء، الذي يصف خروفاً في وضعين مختلفين: قبل الذبح وأمام جازّيه. هل من الممكن أن صمت يسوع كان مثل صمت الخروف الذي كان أمام الجزّ، وهل كان يعلم أن ما يحصل له هو الأفضل. كان قد طلب إلى أبيه السماوي أن تعبر عنه كأس الصلب ولكن حين أصبح الأمر واضحاً لم يفتح فمه. قَبِله بصمت وهو عَالِم أن أمر طاعته سيحقق أفضل شيء ممكن: خلاصي وخلاصك. الشكر لله أن يسوع جاء إلى عالمنا لينقذنا نحن الخطاة وليُبعد عنا كأس الموت حين قَبِل موته بصمت.

- 22 فبراير -