في وسط البحر الهائج شعر التلاميذ بالفزع. خافوا على حياتهم حين هبت الرياح وهاجت وقد هددت الأمواج مصير القارب. نستطيع أن نقول إن مخاوفهم كانت طبيعية ولكن إيمانهم ارتعش في خِضم مخاوفهم. لم يدركوا أن الذي كان نائماً في سفينتهم هو سيد الكون. تماماً مثل التلاميذ الذين كانوا في السفينة، نحن أيضاً نُصاب بالشلل بسبب الخوف أحياناً ونحن نرصد الأحوال: تهديدات حرب واقتصاد متراجع وكوارث طبيعية وشيكة الحدوث مثل الزلازل والفيضانات. إننا لا نشعر بالضيق فقط بسبب ما يحصل في العالم من حولنا، ولكننا ننزعج أيضاً ونشعر بالخوف من جرّاء ظروفنا الخاصة أي الحوادث، والأمراض، والفقر، وعدم اليقين من المجهول، وحتى الخوف من الموت قد يهز إيماننا، ومثل التلاميذ سنصرخ في يأسنا: "يا رب خلصني وإلا سأهلك". يجب أن أفهم أن الذي خلقني دعاني أن أكون له وأنه يسود على حياتي. إنه يعيش في داخلي ووعد أن يعطيني السلام الذي يفوق كل عقل. يبدو الأمر بسيطاً جداً ولكن في الحقيقة من الصعب أن نعيش وفقه. أن نتمسك بالسلام الذي وُعدنا به سيزيل المخاوف التي تحيط بنا وسيفسح المجال لنا لأن نؤمن بإله الكون ونعيش وفق ذلك الإيمان. هذه آية أرددها لنفسي في وسط الأمور التي تقلقني وتخيفني. وجدت سلاماً مُدهشاً يؤدي بمخاوفي إلى الهرب في طاعتي لهذه الوصية. "فَما أعطانا اللهُ روحَ الخَوفِ، بَلْ روحَ القُوّةِ والمَحبّةِ والفِطنَةِ" (تيموثاوس الثانية 1: 7) "لا تَقلَقوا أبدًا، بَلِ اَطلُبوا حاجَتكُم مِنَ اللهِ بالصّلاةِ والابتِهالِ والحَمدِ، وسَلامُ اللهِ الذي يَفوقُ كُلّ إدراكٍ يَحفَظُ قُلوبَكُم وعُقولَكُم في المَسيحِ يَسوعَ" (فيلبي 4: 6 - 7)
- 27 سبتمبر -