Devotional (ar) -

ثمن المحبة ( 7 سبتمبر )

"ولمّا وصَلوا إلى المكانِ المُسمّى بالجُمجُمَةِ، صَلَبوهُ هُناكَ معَ المُجرِمَينِ، واحدًا عَنْ يَمينِهِ والآخَرَ عَنْ شِمالِهِ. فقالَ يَسوعُ: اَغفِرْ لهُم يا أبي، لأنّهُم لا يَعرِفونَ ما يَعمَلونَ. واَقتَسَموا ثيابَهُ مُقتَرعينَ علَيها. ووقَفَ الشّعبُ هُناكَ يَنظُرونَ، ورُؤساؤُهُم يَقولونَ مُتَهكّمينَ: خَلّصَ غَيرَهُ فَليُخَلّصْ نَفسَهُ، إنْ كانَ مَسيحَ اللهِ المُختارَ! واَستَهزَأَ بِهِ الجُنودُ أيضًا، وهُم يَقتَرِبونَ ويُناوِلونَهُ خَلاّ ويَقولونَ: خَلّصْ نَفسَكَ، إنْ كُنتَ مَلِكَ اليَهودِ! وكانَ فَوقَ رأسِهِ لَوحَةٌ مكتوبٌ فيها: هذا مَلِكُ اليَهودِ! وأخَذَ أحَدُ المُجرِمَينِ المُعلّقَينِ على الصّليبِ يَشتُمُهُ ويَقولُ لَه: أما أنتَ المَسيحُ؟ فخَلّصْ نَفسَكَ وخَلّصْنا! فاَنتَهَرَهُ المُجرِمُ الآخَرُ قالَ: أما تَخافُ اللهَ وأنتَ تَتحَمّلُ العِقابَ نَفسَهُ؟ نَحنُ عِقابُنا عَدلٌ، نِلناهُ جَزاءَ أعمالِنا، أمّا هوَ، فما عَمِلَ سُوءًا. وقالَ: اَذكُرْني يا يسوعُ، متى جِئتَ في مَلكوتِكَ. فأجابَ يَسوعُ: الحقّ أقولُ لكَ: سَتكونُ اليومَ مَعي في الفِردَوسِ. وعِندَ الظّهرِ خَيّمَ الظلامُ على الأرضِ كُلّها حتى السّاعةِ الثالِثةِ. واَحتَجَبَتِ الشّمسُ واَنشَقّ حِجابُ الهَيكَلِ مِنَ الوَسَطِ. وصرَخَ يَسوعُ صَرخةً قويّةً: يا أبي، في يَدَيكَ أستَودِعُ رُوحي. قالَ هذا وأسلَمَ الرّوحَ. فلمّا رأى قائِدُ الحرَسِ ما جرى، مَجّدَ اللهَ وقالَ: بالحَقيقَةِ، هذا الرّجُلُ كانَ صالِحًا
لوقا 23: 33 – 47

أذكر في مراهقتي أن تعاليم الإلحاد قد سيطرت عليّ، بل أصبحت أتفنن في عرض فلسفتها لهدم أسس الإيمان المسيحي، ولكني عجزت. وذات يوم ساقتني مشاعر – كما كنت أدّعي في ذلك الوقت – إلى مشاهدة فيلم المسيح، فدُهشت من تعاليمه الأخلاقية السامية، ولكن بصراحة لم أقتنع باللاهوت المسيحي. كانت هذه بداية دخول الله في حياتي، قادني ذلك للبدء في قراءة الكتاب المقدس، وعندما وصلت إلى هذا الإصحاح، خجلت من نفسي وجهلي، بدأ جسدي يرتعش والقشعريرة تتغلغل في مسامي كلما قرأت آيةً من هذه الآيات. فأيقنت أن هناك شيئاً في داخلي يتغير، يجعلني أحب شخص المسيح أكثر وأكثر. حتى وصلت إلى قناعتي الكاملة في يسوع المسيح، وآمنت به واتخذت قراراً أن أتبعه في حياتي. اليوم بينما نحن نعيش أسبوع الآلام – العظيم – نراه ممتعاً ومؤلماً في الوقت نفسه هو ممتعٌ لإدراكنا مدى محبة الله لنا، ومؤلم لما قد كلف الله لكي يفدينا. قد يكون وصف الكتاب المقدس مبسطاً أمام الصورة الحقيقية لآلام يسوع المسيح! إلا أنه يقدم صورة واضحة وعميقة عن محبته التي تجلّت في آلامه وموته على الصليب لأجلنا وقد كان الصليب يُعدّ عاراً فأضحى مصدر فرح وسعادة! أصلي كي تقترب إلى الله بإيمان أكبر وأنت تقرأ هذه الآيات.

- 7 سبتمبر -