Devotional (ar) -

المتفائل والمتشائم ( 2 يوليو )

"وقالَ الرّبُّ: مَلعونٌ مَنْ يتَوكَّلُ على الإنسانِ ويَجعَلُ البشَرَ‌سنَدا لَه. ويَصرِفُ قلبَهُ عَنِ الرّبِّ فيكونُ مِثلَ النَّبْتِ في الصَّحراءِ، وَلا يَرى الخَيْرَ إِذا أَقبَلَ يَسكُنُ الفَلاةَ الشَّديدةَ الحَرِّ والأرضَ المالِحةَ الّتي لا تُسكَنُ. مُبارَكٌ مَنْ يَحتَمي بِالرّبِّ ويَجعَلُ الرّبَّ مَأْمَنا لَه، فيكونُ كشجَرَةٍ مَغروسةٍ على المياهِ، وعِندَ النَّهرِ تَمُدُّ جُذورَها. لا تَرى الحَرَّ‌إذا أقبَلَ، بل يَبقى ورَقُها أخضَرَ. وفي سنَةِ القَحْطِ لا تَخافُ ولا تَكُفُّ عَنِ الإثمارِ"
ارميا 17: 5 – 8

أوقات صعبة تنتظر أولئك الذين يثقون بالناس، أولئك الذين يتوقعون أن يدبروا أمورهم وحدهم، والذين يسمحون لتفكيرهم أن يتشتت بعيداً عن الله. إنهم في الحقيقة يُشبهون الشجيرة، التي تحاول النمو في الصحراء حيث لا يعيش أحد. في أرض جافة وحارة وذات تربة رديئة. حتى أنهم لا يلاحظون عندما تسير الأمور على ما يرام.

ولكن ما البركة التي تنتظر من يثق بالرب فقط ويجعله مصدراً لثقته! أولئك يشبهون الشجرة المزروعة على ضفة النهر: يبقون منتعشين طوال الوقت. جذورهم تضرب في عمق الأرض بصلابة. حتى أنهم لا يلاحظون أن الأمور تسير على نحو سيء.

"هم كالشجرة التي تبقى أوراقها خضراء ونضرة حتى في زمن الجفاف، لأنهم لا يقلقون عندما لا تظهر البركات في جلاء، يستمرون في النمو والإثمار حتى في خضم الظروف الصعبة" (ارميا 17: 5-8)

عنما كنت صبياً، كنت أعدّ لائحة في ذهني بالأمور الإيجابية التي ينبغي أن أهتم بها في اليوم المُقبل. ولكنني عندما كبرت توقفت عن فعل هذا، وأنا الآن أعترف أن لائحة آخر النهار التي أعدّها في هذه الأيام تتضمن أموراً سلبية أكثر من الإيجابية. وأحياناً تمنعني الأمور التي ستكون في انتظاري في الصباح من النوم ليلاً. أعلم أن شخصياتنا وظروف حياتنا مختلفة. وأفهم أن بعض الناس - بغض النظر عن إيمانهم الشخصي - ينظرون عادة إلى الكأس وكأنه نصف ممتلئة، بينما يراها الآخرون نصف فارغة. ليس من السهل أن أفهم كيف أن شخصاً ملتزماً مؤمناً بالمسيح يمكن أن يكون متشائماً، لأن الأمور التي علينا أن نصبو إليها في المستقبل جميلة وإيجابية جداً. "لكِنْ كما يَقولُ الكِتابُ: الذي ما رَأَتْهُ عَينٌ ولا سَمِعَتْ بِه أذُنٌ ولا خطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ أعَدّهُ اللهُ لِلذينَ يُحبّونَهُ" (كورنثوس الأولى 2: 9).

ولكن حتى في المدى القصير - الصعوبة في النوم التي قد تسرق صباحي الباكر في الغد - لدينا الوعد بأن الله سيكون معنا على الدوام. أين تنمو جذوري؟ أين أنظر؟ هل أركز على الظروف والقرارات الصعبة التي أمامي؟ ليتنا نركز على إلهنا الأمين والمحب حتى نتمكن من رؤية المشكلات كما هي: لأن الله سيساعدنا في حلّها كما يفعل على الدوام.

- 2 يوليو -