أخبرني والدي عن صديق له إذا سألته كم يبلغ من العمر أجاب: "أنا أبلغ من العمر 43 عام، يجب أن أبلغ الـ 44 ولكنني كنت مريضاً لمدّة عام". بالرغم من أن جواب الصديق قد يبدو ظريفاً إلا أنني أعتقد أن كثيرين منا ينظرون إلى الأمور السلبية في حياتنا بذات النظرة أي أنها مضيعة للوقت نوعاً ما، وتوقف ساعة تقدّمنا الشخصي.
في رسالة بولس الرسول إلى الكورنثيين، يقترح طريقة مختلفة للنظر إلى الأمور. قد يكون وراء الأمور "السيئة" التي تحدث لنا هدف جيد. بعد مرورنا في أمر صعب - كنا تجنبناه لو أمكننا - ولكننا الآن أضفناه إلى مجموعة خبراتنا وذكرياتنا كي نساعد الآخرين فيما يمرّون فيه. أخشى أنني في الكثير من الأحيان أعيش وكأنني في قوقعة تتسع لي وحدي. أقيس كل شيء اعتماداً على كونه جيداً لي أم لا. لا أفكّر أن أسأل هل ما حصل قد يكون من مصلحة غيري. حتى عندما أبلغ المستوى الروحي الملائم لأسأل: "لماذا يسمح الله لهذا الأمر أن يحصل"، قد لا تعني كلمة "لماذا" أكثر من "ماذا يريد أن يقدّم الله لي أنا شخصياً من جراء ما يحصل؟" ولكنْ من النضج أن أسأل: "كيف يُمكن لهذا الأمر الصعب الذي يسمح الله بأن أمرّ فيه أن ينفع غيري؟".
يقول بولس الرسول إن الله موجود لمساعدتنا في وقت الضيق حتى نتمكن نحن من مساعدة غيرنا. وإذا كنّا قد قبلنا التعزية من الله، فهذا لا يعني أيضاً أننا في مركز العالم. التعزية التي نحصل عليها من الله أُعطيت لنا حتى نشارك الآخرين فيها عندما يحتاجون إليها. كم مرّة ساعَدَنا الله في وقت الضيق من خلال إرساله لنا شخصاً يخبرنا عظمة أمانة الله في حياته عندما واجه تجارب. دعونا لا نبدّد تجاربنا. الإله العظيم الذي ينسّق حياتنا يريد أن يباركنا بأمور جيدة.
- 7 نوفمبر -