Devotional (ar) -

تدبير الله الكامل ( 31 مارس )

"ثُمَّ رحَلوا مِنْ جبَلِ هُورَ على طريقِ البحرِ الأحمرِ ليَدوروا مِنْ حَولِ أرضِ أدومَ‌، فبَدَأ الشَّعبُ يَلهَثُ في الطَّريقِ. وتكلَّموا على اللهِ وعلى موسى وقالوا: «لماذا أصعَدْتَنا مِنْ مِصْرَ لِنموتَ في البرِّيَّةِ؟ فلا خُبزَ لنا ولا ماءَ ونُفوسُنا قضَت مِنْ هذا الطَّعامِ القليلِ». فأرسلَ الرّبُّ على الشَّعبِ حيَّاتٍ ناريَّةً، فلَدَغَتِ الشَّعبَ وماتَ قومٌ كثيرونَ مِنْ بَني إِسرائيلَ‌. فجاءَ الشَّعبُ إلى موسى وقالوا: «خَطِئنا حينَ تكَلَّمْنا على الرّبِّ وعلَيكَ، فصَلِّ إلى الرّبِّ حتّى يُزيلَ عنَّا الحيَّاتِ. فصلَّى موسى لأجلِ الشَّعبِ. فقالَ الرّبُّ لموسى: «إصنَعْ لكَ حيَّةً وا‏رفَعْها على ساريةٍ، فكُلُّ مَلدوغٍ يَنظُرُ إليها يَحيا».
عدد 21: 4-8

عندما قرأت هذا النص الكتابي، شعرت بالتبكيت في قلبي. لقد وفّر الله الخبز اليومي للشعب بإرساله المنّ لهم "طعام الملائكة". ولكنهم توّقفوا عن رؤية العطاء الذي قدمه الله لهم وركّزوا أنظارهم فقط على ما كان يعوزهم. أصبحوا غير صبورين مع الله، اشتكوا وتذمّروا بعدم احترام: "إننا نكره الخبز الذي تعطينا إيّاه." لم يشعروا بالامتنان لتدبير الله اليومي لحياتهم.

شعرت بالقلق مؤخّراً بخصوص المؤسسة غير الربحية التي أعمل فيها. كانت عندنا في السابق ميزانية تفوق حاجاتنا المباشرة، ولكن مؤخراً باتت الأموال تكفي لسد الحاجات المباشرة فقط. في السابق، كان من السهل جداً بالنسبة لي رؤية الأموال الكافية في المصرف وعدم الصلاة بشكل منتظم من أجل توفير الأموال اللازمة. ولكن طوال هذه الأشهر الأخيرة، أصبحت أصلي بحرارة من أجل توفير الأموال اللازمة وأملاً في الحصول على تقدمات جيدة. عندما كنّا نتسلم تقدمات بمبالغ قليلة، كنت أشعر بعدم الامتنان وبقيت خائفة. فلم أستطع أن أرى أنّ هذه العطايا القليلة والأمينة هي بمنزلة الخبز اليومي. إذ لم يعوزنا "خبز" قطّ.

لم يخيّب الله آمالنا قطّ وهو يسدّد احتياجاتنا. يريدنا أن نشعر بالامتنان لما يعطينا إياه كلّ يوم، لأنّ أمانته الثابتة ومحبّته هي خبزنا اليومي. وكمؤمنين، فإن أفضل وضع نستطيع أن نكون فيه هو الوضع الذي نعتمد فيه إلى الصلاة والشكر.

وكما أرسل الله الأفاعي لمهاجمة شعبه الذي لم يثق فيه في البرية، فهكذا عندما لا نثق في الله يفتح ذلك الباب لهجوم العدوّ علينا. نصبح مُنتقدين من قِبل الآخرين ونشعر بالغضب ونُجرَح بسهولة وقد نفصل أنفسنا عن بقية المؤمنين. عندما وفّر الله المنّ للشعب، أمرهم أن يجمعوا فقط قدر احتياجهم اليومي، ولكنّ البعض منهم لم يثقوا فيه وقاموا بجمع المزيد لليوم التالي "في حالة لم..." هذا المنّ الزائد أصبح كريها وامتلأ بالديدان. عندما لا نضع ثقتنا في الله ونشعر بعدم الامتنان لتدبيره اليومي، فإنّ ذلك يُشبه وجود الديدان السامة في أحشائنا.

لهؤلاء الذين تابوا عن خطيتهم، دبّر الله حلّا لشفائهم وغفران خطاياهم. وهكذا أيضا، عندما نتوب عن فقدان ثقتنا وعدم امتناننا لتدبيره اليومي، فإنه يهبنا المغفرة. كل ما نحن بحاجة أن نفعله هو أن ننظر إلى يسوع. أشكر الله أنّ كلمته تستطيع أن تغيّر حياتنا وتأتي بالشفاء وتسترجع إيماننا.

"وكما رفَعَ موسى الحَـيّةَ في البرّيّةِ، فكذلِكَ يَجبُ أنْ يُرفَعَ اَبنُ الإنسانِ. لينالَ كُلّ مَنْ يُؤمِنُ بِه الحياةَ الأبدِيّةَ". (يوحنا 3: 14- 15).

- 31 مارس -