هناك فقط بعض الأمور القليلة التي نتيّقن منها في هذه الحياة، والموت إحداها! الموت أمر لا يتوق إليه البشر، بل على العكس من ذلك هُم يخافون الموت. تماماً مثلما تُواجهنا حقيقة الموت في مرحلة ما من مراحل حياتنا، هكذا أيضاً كان على يسوع أن يواجه الموت، قبل آوانه حتى. ولكن موته من أجل خطايانا لم يكن نهاية القصة أو خطة الخلاص التي أعدها الله. صرخ يسوع " قد أُكمل" دون أن يكون لأتباعه أية فكرة بأنه سيقوم من الأموات بعد ثلاثة أيام فقط. سيادة الله على كل الأمور أُظهرت بشكل كامل من خلال قوة يسوع وانتصاره على الموت. ربما لم يفهم البعض حقيقة موت قائدهم، الشخص الذي عرفوه وأحبوه. ولكن من غير الصلب لا يوجد قيامة، ومن غير الموت لا يوجد حياة. لولا موت يسوع لما أُظهرت قوة الله بهذه الطريقة الدراماتيكية والقوية.
الموت الذي تلته القيامة يُعلن حقيقة الانتصار على كل الأمور: الظلم الذي حصل من خلال موت يسوع الإنسان الكامل والشر الذي سعى للانتصار على الخير، ومجتمع فاسد أرسل رجلاً بريئاً للموت. لقد صنع الله عملاً مُعجزياً من خلال موت يسوع وقيامته، وكوّن معادلة حسابية مُستحيلة حوّل فيها السالب إلى الموجب.
ميراث موت الرب يسوع وقيامته لا يزال قائماً، يجب أن يكون أكثر من مجرّد أمر نتذكّره بل أن نتمسك في هذه الحقيقة في حياتنا. إذا أمسكنا ولو بعُشر واحد من هذه القوة، ولو امتلكتنا الرغبة لتحويل كل الأمور السلبية في حياتنا إلى إيجابية، فيا للتغيّر الجذري الذي سيحصل نتيجة لذلك!
لم تكن قيامة يسوع حَدثاً واحداً فحسب بل إنه يُمثّل فرصة مستمرة لنا يوماً فيوماً، دقيقة فدقيقة لكسر قوات الظلمة والخطيئة واليأس وكل ما يحاول أن يسيطر علينا بطريقة سلبية، وهكذا نحصل على قوة المسيح في حياتنا.
ذات القوة التي أقامت المسيح من بين الأموات تعيش فينا! يا لها من فكرة رائعة تدعونا للتأمل.
- 18 ابريل -