Devotional (ar) -

هيرودس وبيلاطس ( 17 إبريل )

"فلمّا رأى هِيرودُسُ يَسوعَ فَرِحَ كثيرًا، لأنّهُ كانَ يَرغَبُ مِنْ زمانٍ بَعيدٍ أنْ يَراهُ لِكَثرَةِ ما سَمِعَ عَنهُ، ويَرجو أنْ يَشهَدَ آيَةً تَتِمّ على يدِهِ. فسألَهُ مسائِلَ كثيرةً، فما أجابَهُ عَنْ شيءٍ. وقامَ رُؤساءُ الكَهنَةِ ومُعَلّمو الشّريعةِ يَتّهِمونَهُ ويُشَدّدونَ علَيهِ التّهَم. فأهانَهُ هيرودُسُ وجُنودُهُ. واَستَهزَأَ بِه، فألبَسهُ ثَوبًا برّاقًا ورَدّه إلى بِيلاطُسَ. وتصَالَحَ هِيرودُسُ وبِيلاطُسُ في ذلِكَ اليومِ، وكانا مِنْ قَبلُ مُتَخاصِمَينِ"
لوقا 23: 8 – 12

أرغب في أن أتمكن من توجيه بضعة أسئلة إلى هيرودس "ألم تكن سعيداً في الحديث مع يسوع؟" أو "ألم تَرِد أن تراه يصنع معجزة أمام عينيك؟" أو "ألم تسأله عدة أسئلة؟" ألا تملك أية فكرة حول موقف هذا البار رب الأرباب لأنه لم يُجبكَ ولو بكلمة واحدة؟

لماذا لم يصنع لك معجزة؟ هل كان الدافع أنه لم يُرِد أن يبحث عن مجدٍ يحيط به نفسه؟ والحق أنه هو الذي قال "لَو مَجّدتُ نَفسي، لكانَ مَجدي باطلاً. أبـي هوَ الذي يُمَجّدُني" (يوحنا 8: 54).

لماذا أصغيت إلى أعضاء مجلس رئيس الكهنة عندما اتهموا يسوع وأهانوه ووضعوا عليه ثوباً براقاً؟ أو لم تعلم أنك في تلك اللحظة قد حطمت نفسك؟ وتصالحت مع خصمك بيلاطس البنطي؟ بل أكثر من ذلك لقد انحزت إلى عدوك وتآمرت معه على هذا البار الذي جاء يقيم المصالحة بينك وبين الآب الديّان مالك السماء والأرض.

أيها الرجل هيرودس ما أعظم خطيتك!

أما صديقك بيلاطس البنطي فارتكب هو أيضاً خطأ إذ عَلِم في أعماق قلبه أن يسوع كان باراً ولم يأثم بل لقد صرّح بصوت عال "ما وجَدتُ سَببًا لِلحُكمِ علَيهِ" (يوحنا 19 : 4) على أنه كان حريصاً على مركزه ووظيفته فسلّم يسوع إلى أيدي الذين سعوا إلى موته.

فهل نسلك نحن مثل سلوك هيرودس أو بيلاطس إذ هل نبحث عن يسوع من أجل المعجزات أم هل نهتم بمصالحنا أولاً؟ وهل نقلق غالباً من أجل أن ننال تقدماً في الحياة؟ لعلنا نأتي إلى يسوع اليوم ليس من أجل أن يعطينا ما نريد بل لنتعّرف إلى صلاحه ونكون معه.

- 17 إبريل -